فارس راضي : يجب على الشعراء ترك مقولة “أنا الأقل” أو “أنا الأفضل”

كتب : فارس راضي الشباط
هناك مقولتين نسمعهما كثيراً من قبل بعض الشعراء , الأولى “أنا أقل الشعراء” , والثانية “أنا أفضل الشعراء” , وللتشعب في هذا الموضوع المهم سنأخذ كل مقولة على حدى ونفصلها بإذن الله , وبدايةً يجب ان نفرق بين الكلام السائر لهاتين المقولتين أو إدراجهما شعرياً عند ذكر الشاعر نفسه في قصائده
فإذا ذكر الشاعر نفسه بأنه الأفضل في قصيده , يخف الامتعاض لدى المتلقي كون الحاله الشعريه التي تمر عليه في كتابة القصيده تتطلب منه إثبات علو كعبه شعرياً , مع الأخذ بالاعتبار أنه يجب عليه ان تكون قصيدته التي ذكر بها تفوقه قصيدة عالية المستوى
فقد لفت نظري بعض الشعراء الهواة يعلنون تفوقهم شعريا بينما كانت قصيدتهم تخلوا من الابداع الذي يقوي حجتهم , ولو أتينا بأمثله شعريه عن هذا الموضوع لتبادر إلينا شاعر العرب الأكبر المتنبي الذي حفلت قصائده بالزهو المباح له
وما الدهر إلا من رواة قصائدي …. إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدا
فسار به من لايسير مشمراً …………….. وغنى به من لايغني مغردا
أجزني إذا أنشدت شعراً فإنما ……. بشعري اتاك المادحون مرددا
ونأتي الأن إلى إدلاء الشاعر قولاً وليس شعراً , فبرأيي أنه حرام أدبياً ذكر ذلك لأنه سيفتح باب الانتقاد على مصراعيه , مثال لذلك الشاعر سعد علوش الذي كان مزهوا بشعره في شبابه وصرح بهذا كثيرا , ولكنه تراجع مع إزدياد قوته الشعريه , كونه وعى الشعر جيداً وتمعن بشعراء أقوى منه , ولإستدراك موضوعنا الأساسي , يقول محمد بن فطيس
ما أقول أنا أشعر واحدٍ بالدنيا ….. لكن قصيدي كفو وأنا أدرى به
هنا الشاعر أمسك بالعصا من المنتصف , مع الميل لتفوقه في نهاية البيت ( أدرى به) وهذا المعنى يخفى على الكثيرين , فالشاعر هو الأعرف بمستواه الشعري وقصائده هو الأجدر بفهمها وتذوقها كان ذكيا في هذا البيت , وهو ذكاء يحتاجه بعض الشعراء الذين يقللون من إبداعهم بحجة التواضع وهم غير ملزمين بذلك
والتواضع الذي يدخل في نهج الاخلاق الأدبية هو تواضع المعاملة الحسنة للشعراء , وإعطاء النصائح للمبتدئين وتقبل الآراء من أربابها , إذن الخلاصه الأدبيه هي أنه لايجوز على الشاعر ذكر أنه أقل الشعراء إن كان شعراً أو حديثا وترك هذه البدعه للأبد , وكذلك لايجوز حديثا ذكر أنه أفضل الشعراء , مع إستحباب ذلك قليلا شعرياً للشاعر المتفوق الذي يكون جديرا بذلك من باب إنصاف نفسه