توثيق ظهور أول سيارة في شبة الجزيرة العربية عند أبن رشيد

هيا الأسلمة – حائل
حسب رواية المؤلف والمفكر السعودي، فهد المارك رحمه الله ، في كتابه “لمحات عن التطور الفكري في جزيرة العرب في القرن العشرين”، وصلت أول سيارة إلى نجد في مدينة حائل في عام 1334 هـ، أي 1915 م ، وذلك بعهد الأمير سعود بن رشيد رحمه الله، حيث كانت هدية له من السلطان العثماني حينها، ليحضرها رشيد الناصر الليلا، سفير إمارة نجد في اسطنبول، جالساً إلى جوار سائق تركي , كانت سيارة مرسيدس واحدة من أول ما أنتجت العلامة الألمانية ، حيث أنها كانت موديل 1915، لتصل إمارة جبل شمر حينها في نفس عام صنعها، حيث حملت محرك رباعي الأشواط ذو قوة 100 حصان ، وقد كان اسمها “38/100”
وفي ذلك الوقت المبكر من تاريخ السيارات ، كانت صرفية المحركات باستهلاك الوقود شرهة للغاية ، فقد كانت سعة هذا المحرك 9.85 لتر مع ناقل يدوي 4 سرعات , في حين بلغ وزنها 1.5 طن ، ما أدى لنفاذ الوقود منها حسب الروايات قبل وصولها للمدينة ، فتم الاضطرار لسحبها بالسلاسل حتى تصل لحائل بعد أن شعر الناس بالذعر منها أولاً لكونها أمر غريب للغاية بالنسبة لهم ، وتم وصفها بكتلة من الحديد المتحرك القادرة على حمل الأشخاص والأمتعة.
وفي عام 1926 دخلت أول سيارة السعودية من خلال شركة نقل أجنبية قامت بتوفير مواصلات بين جدة ومكة المكرمة وفي عام 1927 تم تعبيد أول طريق يصل بين مكة المكرمة وجدة للسيارات ، والتي وصلت من خلالها بعد ذلك أول قافلة حجاج من العراق إلى مدينة حائل بالباصات والسيارات.
كانت المشكلة الأكبر التي واجهت السائقين هي الرجوع إلى الخلف , فالخيول والإبل التي اعتادوا على ركوبها لاترجع الى الخلف بل تستدير إستدارة , في بداية الأمر رفضوا فكرة قيادة السيارات باتجاه الخلف ، وكانوا يقومون بإبعاد العقبات من أمامها ثُم يسيرون للأمام , و كان شيوخ القبائل عندما يشترون السيارة يوظفون لديهم سائق و ميكانيكي وغالبا من الأرمن لخبرتهم الكبيرة في اصلاح السيارات
يقول أحدهم :
من بــلاد الشـام جيــنا بالمكيــنه ….. فوق فــرت ماتـخثـع بالطمـــانـي
يحتدي مثل الجمل تسمع رطينه ….. مع طمان القــاع مثـل الثعلبـانـي
والشفير من المـدارس مـطلعينـه ….. عيدهي يجدعه جدع الحصـانـي
قـذلة الطربــوش ناطــلها يمينــه …. عن ظلام الليـل شب الكهـربـانـي